تحدي أغوتا كريستوف

Détails de l'événement

– لماذا فكرة التحدي ؟
“هكذا إذن، أصابني دون أن أنتبه مرض القراءة الذي لا شفاء منه”
( أغوتا كريستوف, الأمية )
– من هي أغوتا كريستوف (1935-2011):
هي كاتبة مسرحيّة وروائيّة ولدت في المجر ثم غادرتها إلى سويسرا عام 1956 مع زوجها وابنتها البالغة من العمر حينها أربعة أشهر هربًا من قمع النظام الشيوعي للثورة المجريّة وهجوم الاتحاد السوفييتي على بودابست. اضطرت أغوتا كريستوف، هذه الفتاة العشرينية الشابة التي بدأت كتابة الشعر بالهنغارية (المجرية) منذ سن صغيرة، إلى ترك كل شيء خلفها على البدء من الصفر، فلا هي تملك المال ولا هي تملك وظيفة ولا حتى تتحدث الفرنسية، لغة تلك المنطقة من سويسرا. اضطرت هذه الفتاة الطموح إلى تعلم لغة جديدة ونمط حياة جديد هي التي لم تحمل معها من بيتها سوى حقيبة فيها حليب لابنتها وحقيبة أخرى مليئة بالمعاجم اللغوية، معاجم لم تتخل عنها يوماً ودأبت على الاستعانة بها طيلة حياتها التي امتدت على حوالى خمسة وسبعين عاماً.
بعد خمس سنوات من الوحدة والكآبة والعمل الشاق في مصنع للساعات بسويسرا، تركت عملها و انهمكت في تعلّم اللغة الفرنسية وإتقانها. انتظرت كثيرا حتى نشر أولى رواياتها وهي بسن الخمسين سنة. توفيت سنة 2011 عن عمر ناهز 76 سنة.
– لماذا أغوتا كريستوف؟
هي واحدة من أكثر الأسماء الروائية ابداعا والتي لم تنل حظها من الشهرة لا فقط في العالم العربي الذي اكتشفها في تسعينيات القرن الماضي بعد أن نقلها المترجم بسام حجار الى اللغة العربية بل حتى في الأوساط والساحات الثقافية الغربية. مشروع أغوتا مستمد من فكرتين : من قول نيتشه ” إنني استعرض جميع ما كتب ، فلا تميل نفسي إلا لما كتبه الإنسان بقطرات دمه” من جهة ، ومن الإنتماء إلى الفلسفة العدمية من جهة أخرى ، لذلك تتميز كتاباتها بشيء من الوحشية ما بين الرهبة والخوف والرعب والفكاهة.
لا تخشى الكاتبة المجرية المولد ، الكتابة عن الوجع والقلق والغضب ونقله إلى قارئها لتجعله في مباشرة واقعية مع شخصية قد تكونه هو في أي زمان وأي مكان, في مراوحة بين واقع السيرة وخيال الرواية. كما لا تخشى أن تحمل نصوصها مآزق الحياة وقسوتها، إذ تعبر عن ذلك بالقول : “مهما حمل كتاب من أحزان، فهو لن يضارع أحزان الحياة”. لها قدرة عظيمة على شد انتباه القارئ فيما ترويه من سرد متقطع بسيط مكثف عن أحوال شخصياتها وعن تفاصيل حياتهم. تحاول الغرق في أعماق النفس البشرية عبر كومة المشاعر التي تتشكل لديها.
أصرت على الكتابة باللغة الفرنسية رغم أنها تعتبرها لغة عدوة، فهي لغة المنفى، لغة الهجرة، لغة الوحدة القاتلة والحنين إلى الوطن. هي لغة فقدان الإنتماء والهوية، إذ تقول في إحدى مقابلاتها: “لقد كانت الفرنسية تقتل لغتي الأم، كانت بالنسبة إلي لغة عدوة”. انقطعت عن الكتابة في أوج قوتها الإبداعية معللة خيارها في الانقطاع بأنه لم يعد ثمة ما تضيفه وأنها ما عادت تجد سعادتها في الكتابة كما كانت.
– ماذا يوجد في التحدي ؟
يناقش التحدي ثلاثية أغوتا كريستوف الروائية بالأساس وهي ثلاثية مدينة “ك” ( الدفتر الكبير 207 صفحة ، البرهان 215 صفحة ، الكذبة الثالثة 176 صفحة ): ثلاثية منفصلة عضويا كل جزء منها مستقل بذاته رغم وجود شريان روائي يجمعهم كعمل متكامل. بالإضافة إلى بقية اعمالها الأخرى المنفصلة …
– الدفتر الكبير مثلت رواية ‘الدفتر الكبير’ باكورة ثلاثيتها وأعمالها الروائية والتي نشرتها أول مرة سنة 1987 في باريس. ترجمها إلى العربية المترجم محمد آيت حنا والصادرة عن منشورات الجمل (208 صفحة). ذكرت الكاتبة في كتابها ‘الأمية’ أنها كتبت هذه الرواية أثناء رحلة تعلمها اللغة الفرنسية ما جعلها تكون بمثابة المفاجئة عند صدورها باللغة الفرنسية المتقنة حيث أشاد النقاد بقدرة أغوتا الهائلة على إعادة رسم صورة واقع مجتمعي مرير نتيجة الحرب ودون العودة على ذكر أي تفاصيل كالمكان والزمان أو أسماء لشخصيات الرواية. تسرد فيها بصوت توأمين صغيرين حكاية حياتهما التي بدأت بإرغام الحرب لأمَّهما على إيداعهما لدى جدتهما في بلدة حدودية لتختفي من بعدها مثلما اختفى والدهما من قبلها حين ذهب إلى الجبهة. تروي حكاية طفلين دفعتها الحرب الى تدبر امورها تلبية لغريزة البقاء وتحولها من كتلة براءة طفولية الى وحوش كاسرة تعمد الى حرق بيت عجوز طالبتهم بذلك فيقومان بذبحها وإحراق كيف صارت حياة الطفلين؟ وبأي ملامح قد كبرا؟ وكيف أثرت الحرب على نفسيتها الهشة وعلى كامل مسار حياتهما؟ وكيف كانت النهاية تتشكل أمامهما؟ هي الأسئلة التي زرعتها الكاتبة في ذهن القارئ عند الإنتهاء من قراءة ‘الدفتر الكبير’ لتجيب عنها في الجزء الثاني من الثالثية أي ‘البرهان ‘ ( ترجمة محمد آيت حنا /منشورات الجمل). وفي ‘الكذبة الثالثة’ (ترجمة بسام حجار/منشورات الجمل) وهي الجزء الأخير منها.
– البرهان: الجزء الثاني من ثلاثية مدينة ك، والتي فيها بدأت الكاتبة في كشف بعض خيوط الحكاية كأسماء الشخصيات والتفاصيل الجغرافية للمدينة. ترسم أغوتا حدود الحكاية بالإنطلاق من آخر جملة في ‘الدفتر الكبير’ وتأخذ التوأمين في مسارات مغايرة ومفاجئة عن الجزء الأول حيث قررا الإنفصال والتخلي عن وحدتهما والذهاب في اتجاهات معاكسة. ذكر المترجم، محمد آيت حنّا، في المقدمة أن الثلاثية لم تكن في البداية مقدَّر لها أن تكون. فقد كانت الفكرة لدى أغوتا كتابة الدفتر الكبير فقط، ولكن نجاح الرواية الباهر هو ما جعل الكاتبة تكتب الجزء الثاني منها.
– الكذبة الثالثة: يمكن قرائته بشكل منفرد دون الالتزام بترتيب صدور الأجزاء (أول أجزاء الثلاثية الذي تمت ترجمته إلى العربية). حبكة أحداث مغايرة تماما لما يتنظره القارئ ولما جادت به قريحة الخيال في الأجزاء السابقة. بصدمة جديدة في بدايتها تدمر خريطة الأحداث والتطورات، اعتمدت فيها الكاتبة على اتقان نسج لعبة نفسية تذهل القارئ، مكتوبة بشكل حرفي مختلف وغير مسبوق، تجعل المتلقي يسير بأمان في الطريق الذي مهدته ثم تسحب منه البساط وتقلب الطاولة على كل توقعاته بشكل صادم ومثير.
– الأمس:
خصصت هذا العمل الروائي (من ترجمة بسام حجار عن المركز الثقافي العربي) حول الكتابة عن معاناة المهاجرين في بلاد الغربة وظروف حياتهم القاسية، عن ذكرياتهم وأحلامهم، كتبت بلسان شخصيات تدور في فلك ماضيها ومنه تولد كطائر الفينيق تعيش حاضرها دون التفكير في المستقبل الذي يعد لهم مهمة مستحيلة البلوغ في ظل الواقع المأزوم. حكاية الطفل الصغير الذي يجد نفسه فجأة في دوامة من الأحداث التي لا يفهمها نجدها حاضرة هنا أيضا وجعلتها حكاية الطفل الذي يبحث عن هويته وعن والده الذي يكتشف فجأة إثر حديث عابر أنه ليس إلا المعلم الذي يدرسه ووالد الفتاة التي يحبها. يهاجر ليبتعد هاربا تاركا كل هذا الحاضر الصعب خلفه لكن _هذا الحاضر _ يصر على مواجهته ويرتب لقاء بينه وبين شقيقته والتي كانت حب حياته بعد سنوات طويلة. ماذا سيفعل ؟ وكيف سيواجه هذا القدر؟ أسئلة تبوح بها أغوتا في بقية تفاصيل الحكاية.
– الأمية: بوصف مباشر في الدلالة عن الحالة التي كانت عليها أغوتا كريستوف طوال السنوات الأولى من إقامتها في سويسرا حين هربت إليها خوفا من بطش الجيش السوفياتي، حيث كانت أمية لا تجيد اللغة الفرنسية التي ينطق بها أهل سويسرا ولإعتبارها مواطنة مجرية/هنغارية في الأصل، اختارت الكاتبة أن تعنون سيرتها الذاتية والتي نشرتها فيما بعد باللغة الفرنسية. الأمية هي سيرة حياة جيل كامل عايش الحرب وذاق ويلاتها لا فقط سيرة حياة الكاتبة بكل ما فيها من ثنايا الحكاية الشخصية والألم الشخصي الفردي، لخصت فيها معاناتها مع اللغة والهجرة وقسوة الحياة. ترجمت إلى العربية عن منشورات الجمل ومن ترجمة محمد آيت حنا.
– سيان: مجموعة قصصية في حدود 96 صفحة من ترجمة محمد ايت حنة عن منشورات الجمل وهي اخر أعمالها المنشورة. ليس بمعزل عن الفكرة العامة التي كانت تطغى على كل أعمال أغوتا كريستوف المرتبطة بالرحيل والهجرة وفي علاقة بالمكان كالبيت والوطن بذات المشاعر من الحزن والغربة والوجع رتبت مجموعة من القصص المحبوكة بذكاء وحرفية تعلن من خلالها أن الرغبة الوحيدة التي استبدت بها هي أن تغادر، أن تسير، أن تموت، فالأمر سيان عندها. كانت تريد أن تبتعد، أن لا تعود أبدا، أن تختفي، وأن تتلاشى في الغابة، في الغيوم، أن تمحى من الذاكرة، أن تنسى، أن تنسى.
موعدنا يوم 12 فيفري من السنة القادمة 😁📖❤
لمن لا يعرف جمعية عشاق الكتب بسوسة ، في أسطر قليلة ، هي جمعية أسسها ثلة من الشباب ، معبرين من خلالها عن نظرة جديدة للكتاب والمعرفة والثقافة عموما ، قاطعين بذلك مع النماذج القديمة التي أصبحت تمثل عبءا كبيرا على الأشكال الجديدة التي تقترحها الحياة.
وهم في ذلك متسلحين بمطرقة نيتشة ، لتحطيم الأصنام ، ورافعين مقولته التي عبر عنها في كتابه ” العلم المرح ” إن كل معرفة ناشفة وبائسة.. غير قادرة بالمحصلة على منح حياة.. وحتى لو استنبتت حياةً فإنها ناقصة، معطوبة، وعاجزة عن استكمال دورة عيشها … ”
https://docs.google.com/…/1FAIpQLSeteAYPAaN…/viewform…
في خصوص الأنشطة فهي عديدة ومتنوعة بداية من اللقاء الشهري ، أين نستضيف فيه كاتب تونسي لنناقش فيه عمله الأدبي على غرار استضافتنا للكاتبة ألفة يوسف ( وليس الذكر كالانثى ) امال القرامي ( النساء والأرهاب دراسة جندرية ) امنة الرميلي ( توجان – شط الأرواح ) نبيهة العيسي ( مرايا الغياب ) ، شكري المبخوت ( رواية الطلياني وكتابه تاريخ التكفير في تونس ) ، علي مصباح ( مجموعة ترجماته لنيتشة ) أيمن الدبوسي ( أخبار الرازي ) ، حسن بن عثمان ( تونس السكرانا ) ، حسونة المصباحي ( بحثا عن السعادة … رحلتي مع الكتب ، سفيان رجب ( رواية القرد الليبرالي ) ، شفيق الطارقي ( رواية لافازا ) طارق الشيباني ( رواية للا السيدة ) معر نعيجة ( قصة عشق في الزمن الضائع وفي حضرة المجاهد الأكبر ) , جمال الجلاصي ( مترجم رواية الإله الصغير عقراب ) أشرف القرقني ( مترجمة رواية التحول لستيفان زفايغ ومرة ثانية في ترجمته لكتاب رسالة إلى دورين لأندريه غورتز ) ميساء العرفاوي ( مترجمة رواية فوضى الأحاسيس لستيفان زفايغ ) أميرة غنيم ( رواية نازلة دار الأكابر ) سيف بن هنية ( غدا يوم أفضل )
كما نقيم تحديات القراءة ، وتتمثل بإيجاز شديد ، في الإختيار كل مرة على كاتب ، من أجل أن نقرأ له 3 أعمال فأكثر ، ثم بعد إنتهاء فترة التحدي ، نقيم لقاءا للحديث عن المنجز الأدبي لهذا الكاتب . في السابق خضنا تحدي محمد زفزاف ، وتحدي حسين البرغوثي ، وتحدي سليم بركات . وتحدي عبد الإله إبن عرفة ، وهيرمان هيسه , تحدي حيدر حيدر ، تحدي أدب اليوميات ، تحدي أدب الرسائل …
كذالك نقوم بحملات تحسيسية من أجل اعادة إحياء ثقافة القراءة والكتاب ، كما نقوم أيضا بحملات إنسانية نتوجه فيها بالاساس الى الطفل ونتبنى عمليات تأثيث مكتبات في المدارس ودور الثقافة كما فعلنا سابقا مع مدرسة العمايم بولاية قفصة من معتمدية القطار و سنفعل يوم 18 مارس بمدرسة المنصورة من معتمدية الحنشة بولاية صفاقس أو كما فعلنا مع أطفالنا في مستشفى فرحات حشاد في سوسة . كما ننظم أمسيات شعرية ومسابقات في الكتابة وورشات فيها وفي القراءة .
وعلى غرار اللقاءات الأدبية ، لدينا توجه أخر يقوم على المعرفة المرحة كما عرف نيتشة العلم المرح ” ” إن كل معرفة ناشفة وبائسة.. غير قادرة بالمحصلة على منح حياة.. وحتى لو استنبتت حياةً فإنها ناقصة، معطوبة، وعاجزة عن استكمال دورة عيشها … إن المرح هو الذي يعطي للحياة قيمة. إنه هو الذي يمنحنا الآذان الصاغية للحياة، الحياة باعتبارها موسيقى، الموسيقى البهيجة وليست صفارات الإنذار ”
جيب كتابك وايجا كامبي معانا واحدة من الطرق التي تحاول مجموعة عشاق الكتب بسوسة ارسائها من أجل ثقافة مرحة إذا ما استعرنا مصطلح المرح كما بلوره الفيلسوف الالماني فريدريك نيتشة
نمشيو نعملو campings و rando بعنوان ” جيب كتاب وايجا كامبي معانا ” حيث ذهبنا لغابة الدويرة بالشابة ، وواد القصب بقليبية ، الرتيبة بتاكلسة ، زاوية المقايز الهوارية ، بعين سلطان جندوبة ، ببني مطير جندوبة أيضا ، سيدي البراق وجبل خروفة وكاب نيغرو باجة , والدهماني في الكاف وتوجان في قابس وجبل سيدي بوقبرين بزغوان

Adresse de l'événement
تحدي أغوتا كريستوف

 

Latelier Art et Culture